جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
181842 مشاهدة print word pdf
line-top
الإيمان بالغيب من صفات المتقين

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال الله تعالى: ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ هكذا بدأ الله صفات المتقين الذين يهتدون بالقرآن بأنهم يؤمنون بالغيب، والغيب: كل ما غاب عنهم، ولكن اعتمدوا فيه على خبر ربهم وعلى خبر أنبياء الله تعالى، ومن المعلوم أن الإيمان بالله تعالى إيمان بالغيب، وذلك لأنهم يؤمنون بالله تعالى وهم لم يروه، ولو رأوه لزادوا في اجتهادهم وفي عبادتهم.
وكذلك يؤمنون بالملائكة وبالكتب المنزلة وبالرسل الذين اختار الله تعالى, اختارهم لرسالته, وكذلك يؤمنون بالبعث بعد الموت وبأشراط الساعة وبما يكون في يوم القيامة وبما أخبر الله به من العذاب أو النعيم في الدار الآخرة، كل ذلك داخل في الإيمان بالغيب، والعمدة فيه على الأخبار الصادقة التي تلقوها عن ربهم سبحانه وتعالى، تلقوا الأخبار الصادقة عن أنبياء الله تعالى.
لما أنه سبحانه أرسل رُسُلَهُ أقام الأدلة على صدق الرسل, حيث أجرى على يديهم خوارق العادات, وأيدهم بالمعجزات الباهرات التي دلت عباده على أنهم صادقون مصدَّقون في كل ما أخبروا به, أخبروا بأشياء مشاهدة؛ حيث أمروا الناس أن يعتبروا بما يشاهدونه من الآيات البينات, من المخلوقات العلوية والسفلية, ومما على الأرض, ومما في الهواء, ومما في البحار وما أشبهها من الآيات.
كذلك ما أخبروا به من الأمور الغيبية، فالإيمان بها والتصديق بها هو عقيدة المسلمين، وهو الإيمان الصحيح الذي إذا تمسكوا به واعتقدوه صاروا بذلك صادقين فيما أخبرهم الله تعالى به، وفيما يفعلونه من العبادات، ولهذا التصديق آثار في المصدقين.

line-bottom